مشروع (مستقبلي بيدي) لتأهيل الأيتام
عُني الإسلام باليتيم وبحسن رعايته والمحافظة عليه وعلى حقوقه ورغّبت في إحاطته بالرعاية النفسية والاجتماعية والتلطف به وإشعاره بالمودة والرحمة وجاءت آيات القرآن الكريم وأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم كلها تحث على العناية باليتيم, ومن أوائل ما نزل من القرآن سورة الضحى، وفيها يقول الله تعالى : (فأما اليتيم فلا تقهر )، وقوله تعالى في سورة البقرة آية 83 (وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِّنكُمْ وَأَنتُم مُّعْرِضُونَ)، وعليه فإن مسؤولية العناية والاهتمام باليتيم تعد مسؤولية عامة من كافة المجتمع من أفراد وجماعات من منشآت ومؤسسات وخاصة من كافة قطاعات الدولة، حيث أن العناية والاهتمام باليتيم لا تقتصر على النواحي الغذائية فقط، بل يتسع معناها ليشمل احتضانه وتعليمه والاهتمام بصحته وإعداده نفسياً وتربوياً لمواجهة المستقبل، والأخذ بيده نحو الأفضل وتأهيله للاندماج مع المجتمع الذي يعيش فيه ، وتقوية روحه وعقله، وزرع الأمل في نفسه، ومعاملته بصدق وإخلاص، والحرص على مستقبله وسلوكه، ومساعدته على تخطي العقبات الاجتماعية التي تعترض حسن تكيفـه باسلوب علمي، من خلال تفهم ودراسة العوامل التي أدت باليتيم إلى موقفه هـذا ، وإيجاد الترابـط بين هـذه الأعراض التي يشكو منها والعوامـل المسببة لها وعلى ضوء هذا نستطيع وضـع المنهـج الذى سيتبعـه في تخطي العقبات التي تعترضه وعلاج الموقف علاجاً سليماً .
وعليه نتقدم بمشروع متكامل ذو جودة عالية تحت مسمى (مستقبلي بيدي) وهو مشروع متكامل ذو جودة عالية لمشمولات ومنسوبات الدار، لبناء شخصيات فعاله دينيا ونفسيا واجتماعيا وتربويا عبر شراكات فاعلة مع مؤسسات المجتمع بما يكفل تفعيل حقوق اليتيم وتهيئة الظروف والبيئة الصالحة ليكون مواطنا صالحا ومنتجا في المجتمع من خلال تنمية وتطوير إمكانياته وقدراته وذلك امتدادا لتوجهنا نحو المسؤولية الاجتماعية وتظافر القطاعات الحكومية والخاصة في كل ما يخدم وطننا الغالي، وفق آلية تم تحديدها على مدار سنه كاملة ، وذلك في إطار رؤية المملكة 2030 لتعظيم الأثر الاجتماعي للقطاع غير الربحي والتي تسعى المملكة من خلاله لرفع نسبة المشروعات الخيرية التي لها أثر اجتماعي و التي تتواؤم مع أهداف التنمية الوطنية طويلة الأمد إلى أكثر من (33%) بحلول عام 1442هـ ـ 2020م.