تفاصيل الخبر

مقال نزهة عائلية

مقال نزهة عائلية

البشر هم كائنات اجتماعية ويميلون إلى العيش في جماعات ولا يمكنهم البقاء على قيد الحياة وتلبية احتياجاتهم الأخرى إلا من خلال التعاون الاجتماعي .

من هذا المنطلق نجد أن الانسان لا يستمتع بالحياة إلا بوجود الآخرين سواءً شاركوه نشاطًا معينًا أو لم يشاركوه لأنه يشعر بالأمان في ظل الجماعات .

لذلك نلاحظ أن الدولة مشكورة في الآونة الأخيرة بدأت تتجه لهذا المجال في إنشاء أماكن ومرافق عامة لجميع السكان وعلى اختلاف الجنسيات والطبقات والأحياء لكي يكون المتنفس لهم ويسهل الوصول إليه بدون عناء ويكون منطقة خدمية لكل حي ومن خلاله تتكون أواصر المحبة والألفة بين أفراد الحي الواحد وكذلك لا يشعر الفرد بأنه لا يعرف سكان الحي الذي فيه .

كذلك على مستوى المدينة إقامة منتزهات لكي تكون متنفس من حق الجميع الذهاب إليها متى ما رغب بذلك سواءً طبقت عليها رسوم خدمية أو لم تطبق , وكذلك استثمارها في المناسبات الدينية والوطنية والعامة لكي يشعر الفرد أنه لا يعيش بعزلة عن العالم الخارجي .

ترى الدولة أن هذا حق مشروع لكل فرد بالمجتمع.

نسأل إذًا أين حق الدولة على المواطن ؟

هذا المكان الذي تم وضعه وتهيئته ليكون لك تسعد به أنت وأبنائك وعائلتك أليس له حق عليك ؟

لماذا لا يتم المحافظة عليه والاهتمام والعناية به, لماذا لا نتركه كما وجدناه وكما تم إعداده لنا , لماذا لا نربي أنفسنا وأبنائنا أن هذا المكان هو بمثابة البيت لنا، لا نحب أن نراه إلا كما نريد بجماله ونظافته ونظامه.

كيف لا؛ وديننا الإسلامي حثنا وأمرنا بالنظافة والطهارة ومراعاة حق الطريق.

لماذا لا ننظم أنفسنا ونجهز مع أمتعة الرحلة ما نضع فيه مخلفاتنا والبقايا التي لسنا بحاجة لها , لماذا لا نزرع في أنفسنا وأبنائنا الذين هم جيل المستقبل وعماد الوطن بأن هذا الوطن له الحب والولاء ليس من خلال الشعارات والاحتفالات والكتابات فقط بل من خلال الفعل والتطبيق.

لماذا لا نعطي صورة حسنة ومغايرة عن أننا شعب لا مبالي, لماذا نجعل المجتمعات الأخرى تشعر اننا شعب لا يطاق وتكره المواسم والإجازات لأننا سنكون من زوارها وسنعيث في أرضها فسادً بناءً على ما رأته من تصرفاتنا في بلدنا و ممتلكاتنا العامة .

أنني من هنا أوجه رسالة لي ولكل غيورعلى بلده وعلى اسم وطنه أن نراجع أنفسنا ونثقف أبنائنا ونعيد البناء والأمل لهذا الوطن ونهتم بمرافقه العامة سواء كانت خدماته مجانية أو يتم دفع رسوم عليها لتلقي الخدمة, لأن هذا هو وجه الوطن الذي هو جواز عبور لنا إلى جميع دول العالم .