تفاصيل الخبر

مقال ممنوع، مرفوض.. يا ولدي..!!

مقال ممنوع، مرفوض.. يا ولدي..!!

​الرياض_ طيبة علي الغيلان
 ما من فتاة في عمر السابعة وحتى الثالثة عشر إلا وتشعر بالقهر والحزن حين قراءة عبارة “ممنوع دخول الأطفال” كُتبت ضمن بطاقة دعوة مُقدمة لوالدتها لحضور مناسبة ما. 
“ممنوع اصطحاب الأطفال” عبارة من ثلاث كلمات مخيبة للآمال، تلاحق الصغار أينما حلت المناسبات العديدة وأُقيمت الحفلات السعيدة، كلمات تصيبهم بالأسى والمشاعر الحقيدة. وخاصة إذا كانت المناسبة حفل زواج. ما جعل ابنتي الصغيرة تقول بنبرة لا تخلو من العصبية والتحدي: “ماما، أنا لما أتزوج ما أسمح للكبار حضور حفلة عُرسي وسأعزم البنات الصغيرات فقط”! 
يعانى الطفل في زمننا هذا من أزمة (الرفض والمنع) فهو غير مرحب به في المجالس الرجالية، وذلك عندما يرفض الأب مصاحبة ابنه له لزيارة قريب أو مرافقته لحضور اجتماع ما في إحدى الاستراحات، إلى جانب منعه من دخول بعض المرافق الترفيهية العامة سواء كان المنع إجباري تفرضه سياسة تلك الأماكن أو اختياري نابع من رغبة والديه، وذلك حينما تكسر الأم بخاطر صغيرتها وترفض طلب مرافقتها لمطعم أو مقهى، محاولة إقناعها بأفضلية جلوسها في البيت مع الخادمة التي أتت من أجل مساعدة الأم في الأعمال المنزلية فتحولت وظيفتها من مربية إلى جليسة للأطفال، ما جعل بعض الأمهات لا يشعرنّ بقيمة وجودهن إلى جوار صغارهن، رغم أن هذا التواجد يعني للطفل الشيء الكبير. 
أطفالنا يُشكلون ثروة عظيمة لا تُقدر بثمن، فهم أغلى بكثير من قطع الأثاث التي يخشون عليها من عبثهم حين اصطحابهم لزيارة بيوت الأهل والأقارب، والجلوس معهم أهم من مجالسة الأصدقاء في الاستراحات التي يرتادها الآباء هروبًا من ضجيج أولادهم كما يزعمون. 
من المؤسف ألا يشعر الوالدان بقيمة وجود الأطفال في حياتهم حتى أصبحت قائمة (الممنوعات) تتسع وتكبر لتشمل منعهم من السفر مع أبويهم بحجة أن الأب والأم يحتاجان لإجازة راحة واستجمام بعيدًا عن ضغوط العمل وتحررًا من قيود الالتزامات العائلية في وقت نجد فيه أن حرية الأولاد مكبلة بوثاق المنع والحظر، فقط لهم مطلق الحرية في مرافقة الآيباد تحت سقف البيت في ظل وجود الخادمة! 
 ألا يُدرك الوالدان أهمية تواصل أطفالهم مع الآخرين ليكتسب الطفل المهارات الاجتماعية! فبدلًا من الرضوخ لمسألة منع الطفل التي تجعل منه شخصًا خجولًا قد يُصاب بأعراض “الرهاب الاجتماعي” يُفترض على ذويه القيام بواجبهم تجاهه على أكمل وجه ليجعلوا من أطفال اليوم جيلًا مرنًا في تعامله مع الآخرين، اجتماعيًا يملك الجرأة ويمتلك الرأي والخبرة المكتسبة من مخالطة الناس بدلًا من الانسحاب من الحياة العامة.

لمشاهدة الخبر من المصدر:
 http://al-balad.news/66614