تفاصيل الخبر

حوار/ اخصائية اجتماعية: العنف سلوك لا يقبله دين، والرحمة في قلب الإنسان مؤشر على اتصاله بالله عز وجل

حوار/ اخصائية اجتماعية: العنف سلوك لا يقبله دين، والرحمة في قلب الإنسان مؤشر على اتصاله بالله عز وجل

يعتبر العنف الأسري أحد الظواهر المجتمعية التي انتشرت بشكل مخيف في الفترة الأخيرة، واختلفت أساليبها وتطورت مجالاتها لدرجة انها أصبحت حديث المجتمع والوسائل الإعلامية، وأمسينا نشاهد ونسمع يوميُا عن قصص وروايات للعنف الأسري مما يحزن القلب ويجعل المجتمع يتداول هذه القصص باستهجان شديد.
وفي هذا الصدد تستضيف مجموعة نفوس والتي تهتم بالقضايا المجتمعية الأستاذة/ عيشة عبد الله أبو الغيث منسقة لجنة الحماية من العنف والإيذاء بمركز حماية الطفل بمستشفى الملك سلمان بالرياض لتسليط الضوء على هذا الموضوع:

أستاذة عيشة اخصائية اجتماعية وحاصلة على درجة ماجستير خدمة اجتماعية مسار علاجي من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية

نود أن نسألك بحكم مسؤوليتك تجاه العنف الاسري بداية عن وجهة نظرك في انتشار هذه الظاهرة؟ 

،السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. في البداية أحب أن اقدم جزيل الشكر والتقدير لمجموعة نفوس لإتاحة هذه الفرصة للمشاركة باليوم العالمي للعنف  فلكم كل الشكر والتقدير

العنف هو سلوك وتصرف لا يقبله دين..

﴿فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ(159)﴾

قال عليه الصلاة والسلام : (يا عائشة ! إن الله رفيق يحب الرفق . ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف . وما لا يعطي على ما سواه)

هذا هو النهج السليم الذي لابد ان تسير عليه، وأيضاً الإنسان العاقل لابد أنه يمقته ويرفضه ويعمل جاهدًا على التصدي له بكل تدرجات الدين في كف المنكر.

عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( من رأى منكم منكرا فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه ، وذلك أضعف الإيمان ) رواه مسلم .

أن الأبناء عندما يعيشون في جو مليء بالشجار والألفاظ البذيئة والاعتداء سواءً من داخل الأسرة أو خارجها، كيف لنا أن نعول عليهم بأن يكونوا نواة لمستقبل مشرق وعماد وحماة الوطن؟ كيف لنا أن نرى هؤلاء وقد كساهم من الأمراض النفسيه والجسدية ما ربك به عليم؟ الزوجة عندما تعيش بين نار الزوج وفراق الأبناء ماهي قدرتها وطاقتها لإنشاء جيل مستقيم وتستطيع الوصول به لبر الأمان؟ لماذا لا يكون المصطفى عليه الصلاة والسلام قدوتنا كيف كان يعامل زوجاته وأبناؤه ورفاقه؟ كيف كانت فاطمة رضي الله عنها محببه وقريبة منه؟

من واقع ما مرّ بي من ألم وعذاب وحيرة لهؤلاء المغلوب على أمرهم وليس لهم لا حول ولا قوة إلا بالله عزّ وجل إنَّ الرحمة في قلب الإنسان مؤشر على اتصاله بالله عز وجل لذلك لا تقطع صلتك بالله، ولا تنسى دينك وهدي نبيك لكي يقوى إيمانك بالله وتكون إنساناً سوياً لم تنزع الرحمة من قلبه.

٢- كم عدد الحالات التي تتردد عليكم؟

 ليس هناك عدد ثابت  تختلف من فترة لفترة

٣- ما هي خطواتكم الإكلينيكية في التعامل معها ؟

 عند تحويل الحالة للجنة الحماية من العنف والإيذاء بالمستشفى يتم الجلوس مع الحالة نحن اللجنة وهي مكونة من: الاخصائية الاجتماعية وهي انا، منسقة اللجنة، الطبيبة النفسية، والاخصائية النفسية. ويتم التعريف بانفسنا كتخصصات مهنية، وكذلك بفريق لجنة الحماية تكون الجلسة سرية وفق حفظ حقوق المريض، ويتم السماع للحالة إلى أن تنتهي من الحديث ويكون مرفق معنا التقرير الطبي الذي يشرح لنا نوع الاعتداء وفي أي مكان من الجسم، بعد ذلك يقدّم لها الدعم التام في البداية ثم عمل دراسة حالة لها والتوجية والنصح والإرشاد والشرح الكامل والوافي لها عن وحدة الحماية بوزارة العمل والتنمية الاجتماعية؛ لأن الأوراق بشكل رسمي تحول إليها. وطبعاَ لابد أن يكون مرفق مع التقرير الطبي بلاغ الشرطة كشرط أساسي لاستكمال الأوراق، وعند الانتهاء من الجلسة نرى في حالة أن الطبيب المعالج قرر لها الخروج ننظر للوضع الامني الذي ستتوجه له هل هو فعلاَ آمن أم لأ؟ إذا لم يكن آمن فمن صلاحيات اللجنة إبقاء الحالة تحت مسؤولية المستشفى إلى أن يتم التواصل مع وحدة الحماية بوزارة العمل والتنمية الاجتماعية، وإذا كان هناك مكان آمن تذهب له عند ذلك يتم خروجها ويعمل لها تقييم نفسي وإجتماعي وطبي وموعد بالعيادة النفسية لمتابعتها إلى أن تستقر نفسياً وتكون قادرة على مواجهة الحياة. بعد ذلك يجتمع الفريق الطبي برئاسة رئيس الفريق لعمل التوصيات ومن ثم توقع من مدير المستشفى وتختم، ثم ترفع للجنة الحماية بوحدة الحماية بوزارة العمل والتنمية الاجتماعية، كذلك ترسل لفريق الحماية بوحدة الرصد في المديرية العامة للشؤون الصحية.

٤- هل تجدون تجاوبًا ووعيًا من الأسر ؟ وما هو دور اللجنة في التوعية المجتمعية ؟

   الأسر تنقسم إلى مؤيدة حيث أنها تلجأ للجنة الحماية وتكون خطوة مسبوقة وأولى منها لكي تحمي المعتدي عليه، وأسر للأسف تلجأ فقط لكي تحصل على التقرير الطبي كدرع وقائي وحصانة بالمستقبل، وأسر ايضاَ للاسف لم تكن هذه المرة الأولى ومتأكدة أنها ليست الاخيرة ولكنها لا ترغب نهائي باللجوء للجنة الحماية بالمشاركة التوعوية من خلال إقامة المحاضرات التوعوية .

٥- ما هي الصعوبات التي تواجهكم والتي تعيق عملكم في اللجنة سواءً على صعيد استقبال الحالات أو نتائج للخطط العلاجية التي تضعونها أو في مجال العمل ؟

 من ناحية استقبال الحالات للأسف تكون الحالة رافضة للتبليغ ومتخوفة من أن يكون هناك مشاكل هي في غنى عنها.

٦- ما هي الجهات التي تربطكم بها علاقة تكاملية في إحالة الحالات ؟

الشرطة، وزارة العمل والتنمية الاجتماعية، مدينة الملك سعود الطبية. وعندما تكون الحالات تحرش أو إعتداء جنسي حيث يتم تحويل الحالة للطب الشرعي؛ لإبداء رأيهم في الحالة، الأمارة، حقوق الإنسان، والأمان الأسري خطة مساندة الطفل.

٧- ما هي أنواع الحالات التي تستقبلونها ؟ وماهي آلية التبليغ عنها ؟

 جميع أشكال العنف جسدي، نفسي، جنسي، إهمال، و المعنفين، هم : أطفال، خدم، ونساء. يتم مخاطبة الشرطة لكي تثبت الحالة، ومن ثم تحويلها لوحدة الحماية بوزارة العمل والتنمية الاجتماعية، وفريق الحماية بالمديرية العامة للشؤون الصحية.

٨- نصيحة تودين توجيهها للمجتمع ؟

 أرجو من الجميع الإلتفاف حول الأسرة وسماع إحتياجاتهم والعمل على إشباعها، ودعم بعضهم لبعض، والتعامل وفق منهج إسلامي ربّاني قدوتنا فيه نبينا الحبيب صلوات الله وسلامه عليه. والتثفيف التام لجميع أفراد الأسرة بكيفية التعامل مع الابناء، الوالدين، الخدم، والتعامل مع المشكلات والعمل على حلها وتفهمها ومناقشتها من جميع الجوانب، والابتعاد عن جميع العنف والغضب والتعامل بكل رفق ورحمة (فبما رحمة من ربك لنت لهم ولو كنت فضاً غليظ القلب لنفضو من حولك) سعة الصدر وطولة البال.

أقدم جزيل شكري وتقديري لـ مجموعة نفوس. قد أكون أصبت أو اخطأت، فإن أصبت فمن الله وإن اخطأت فمنّي ومن الشيطان-عيشه عبدالله ابوالغيث ، منسقة لجنة الحماية من العنف والايذاء مستشفى الملك سلمان بالرياض-

/ 0114311100 (2360)

نشكر لك سعة صدرك وتشرفنا بهذا اللقاء معك.

لمشاهدة الخبر من المصدر:

http://al-balad.news/58594